‌‌باب ما جاء في خطبة النكاح2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في خطبة النكاح2

حدثنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء»: هذا حديث حسن غريب
‌‌

شَهادةُ التَّوحيدِ هي مَدْخَلُ الإسلامِ وبابُه الأعظمُ، ومن آدابِ الخُطَبِ في الجُمَعِ والأعيادِ وغيرِ ذلك مِن المُناسباتِ أنْ تَشْتَمِلَ عليها على هذه الشَّهادةِ العظيمةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "كُلُّ خُطْبَةٍ"، أي: أيًّا كان نوعُها وأيًّا كان مَوضِعُها، "ليس فيها تَشهُّدٌ"، أي: لم يُقَلْ فيها: أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، "فهي"، أي: كانت تلك الخُطْبَةُ، "كاليدِ الجَذْماءِ"، أي: المقطوعةِ، وقيل: مَريضةٌ بداءِ الجُذامِ، والْمُرادُ أنَّها خُطْبَةٌ ناقِصَةٌ وغيرُ مُكتَمِلةٍ؛ وذلك لِما في شهادةِ التَّوحيدِ مِنَ الإقرارِ للهِ بالوحدانيَّةِ، وأنَّه لا معبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ، ثُمَّ فيها الشَّهادةُ بالرِّسالةِ لِمُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي الحَديثِ: الزَّجْرُ عَنْ إلقاءِ أيِّ خُطْبَةٍ دونَ ذِكرِ شَهادةِ التَّوحيدِ فيها.