باب ما جاء كم حج النبي صلى الله عليه وسلم1
سنن الترمذى
حدثنا عبد الله بن أبي زياد قال: حدثنا زيد بن حباب، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم: «حج ثلاث حجج، حجتين قبل أن يهاجر، وحجة بعد ما هاجر، ومعها عمرة، فساق ثلاثة وستين بدنة»، وجاء علي من اليمن ببقيتها فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من فضة «فنحرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل بدنة ببضعة، فطبخت، وشرب من مرقها»: «هذا حديث غريب من حديث سفيان لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب» ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن روى هذا الحديث في كتبه، عن عبد الله بن أبي زياد وسألت محمدا عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيته لم يعد هذا الحديث محفوظا "، وقال: إنما يروى عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن مجاهد مرسلا
_________
قَوْلُهُ : ( فَسَاقَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَةً ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ ، وَالْإِبِلُ فَقَطْ [ ص: 460 ] عِنْدَ الشَّافِعِيِّ ، وَسُمِّيَتْ بِهَا لِكِبَرِ بَدَنِهَا ، وَالْجَمْعُ بُدْنٌ بِضَمٍّ فَسُكُونٍ . ( وَجَاءَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبَقِيَّتِهَا ) أَيْ بِبَقِيَّةِ الْبُدْنِ الَّتِي ذَبَحَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ بِبَقِيَّةِ الْمِائَةِ ، وَإِرْجَاعُ الضَّمِيرِ إِلَى الْمِائَةِ مَعَ عَدَمِ ذِكْرِهَا لِشُهْرَتِهَا قَالَ النَّوَوِيُّ : مَا أَهْدَى بِهِ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- اشْتَرَاهُ لَا أَنَّهُ مِنَ السِّعَايَةِ عَلَى الصَّدَقَةِ ( فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ الْحَلْقَةُ تَكُونُ فِي أَنْفِ الْبَعِيرِ . ( مِنْ فِضَّةٍ ) وَفِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ مِنْ ذَهَبٍ ، قَالَهُ السّيُوطِيُّ ( بِبَضْعَةٍ ) بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَقَدْ تُكْسَرُ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ ( فَشَرِبَ مِنْ مَرَقِهَا ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالرَّاءِ النُّكْتَةُ فِي شُرْبِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مَرَقِهَا دُونَ الْأَكْلِ مِنَ اللَّحْمِ لِمَا فِي الْمُرَاقِ مِنَ الْجَمْعِ لِمَا خَرَجَ مِنَ الْبَضْعَاتِ كُلِّهَا .