باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الميزان والدلو5
سنن الترمذى
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا أبو اليمان، عن شعيب وهو ابن أبي حمزة، عن ابن أبي حسين وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت في المنام كأن في يدي سوارين من ذهب فهمني شأنهما فأوحي إلي أن أنفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كاذبين يخرجان من بعدي يقال لأحدهما: مسلمة صاحب اليمامة والعنسي صاحب صنعاء «.» هذا حديث صحيح غريب "
بَيِّنُ النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الأُمَّةَ الإسلاميَّةَ هي المُتَأَخِّرةُ وُجودًا في الدُّنيا والسَّابِقةُ لِلأُمَمِ يَومَ القيامةِ حِسابًا ودُخولًا لِلجنَّةِ. ثُمَّ يُبَيِّنُ صَلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه بَينَما هو نائِمٌ، إذْ أُتي بِخَزائِنِ الأرضِ فَوُضِعَ في يَدَيهِ سِوارانِ مِن ذَهَبٍ فَكَبُرا عليه، أي: ثَقُلا عليه وأَهَمَّاه، أي: أقلَقاه وأَحْزَناه؛ لِأنَّ الذَّهَبَ حَرامٌ عَلى الرِّجالِ ومِن حِلْيةِ النِّساءِ، فَأُوحِيَ إلَيهِ عَلى لِسانِ المَلَكِ أو وحَيَ إلهامٍ، أن أَنْفُخَهما، فَنَفَختُهما فَطارَا، إشارةً إلى حَقارةِ الكَذَّابَينَ، وأَنَّهُما يُمْحَقانِ بِأَدنى ما يُصيبهما مِن بَأْسِ اللهِ حَتَّى يَصيرَا كالشَّيءِ الَّذي يُنْفَخُ فيهِ فَيَطير في الهَواءِ، فَأَوَّلتُهما الكَذَّابَيْنِ اللَّذَينِ أنا بَيْنَهما، صاحِبَ صَنْعاءَ عَبْهَلَةَ بنَ كَعْب العَنْسيَّ وصاحِبَ اليَمامةِ مُسَيْلِمةَ الكَذَّابَ، واسْمه يَمامةُ ومُسَيْلِمةُ لَقَبٌ لَه.
في الحَديثِ: تَأْويلُ النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّم لِلرُّؤْيا.
وَفيه: أنَّ رُؤْيا الأَنْبياءِ حَقٌّ؛ لِأَنَّه تَمَّ القَضاءُ عَلى الكَذَّابَينَ العَنْسِيِّ ومُسَيْلِمةَ.
وَفيه: فَضلُ الأُمَّةِ الإسلاميَّةِ.
وَفيه: أنَّ الذَّهَبَ لَيْسَ مِن لِباسِ الرِّجالِ.