باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار، وأبو هشام الرفاعي، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن عامر الأحول، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم»: «هذا حديث غريب»
وعَدَ اللهُ سُبحَانَه أهْلَ الإيمانِ والتَّقوى بالجَنَّة وبالنَّعيمِ المُقيمِ فيها، وقد أخْبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن بَعضِ أوصافِ أهْلِ الجَنَّة كما يَروي أبو هُريرةَ في هذا الحديث؛ حيث قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَهْلُ الجَنَّةِ جُرْدٌ»، جَمعُ أَجْرَد، وهو مَن لا شَعرَ على بَدنِه، «مُرْدٌ»، جَمعُ أَمْرَد وهو مَن لا لِحْيةَ له، والمرادُ: جُردٌ من الشَّعرِ القَبيحِ، ما عدا شَعر الحَواجِبِ ونَحوها؛ فَإنَّه فيه جَمالٌ، «كُحْلٌ»، جَمعُ أَكْحَل وهو الذي على جُفونِه سَوادٌ خِلْقي طَبيعي، «لا يَفْنى شَبابُهم»، أي: لا يُصيبُهم الهَرَمُ ولا الشَّيخوخةُ، «ولا تَبْلى ثِيابُهم»، أي: لا تَفنَى ولا يَلْحَقُها البِلَى ولا تَخلَقُ أو تَندرِسُ.
وقيل: أرادَ أنَّه لا تَزالُ على أبْدانهم ثِيابٌ جَديدةٌ من فَضلِ اللهِ عليهم وإنْعامِه؛ فَكلُّ مَا في الجَنَّةِ وكلُّ مَن فيها باقٍ على حالِه؛ لأنَّ الآخِرةَ دارُ البَقاءِ، بخِلافِ الدُّنيا وما فيها؛ فإنَّها إلى فَناءٍ.
وفي الحديث: التَّرغيبُ في الجنَّةِ بِذكْرِ ما فيها من نَعيمٍ باقٍ.
وفيه: تَعريضٌ بذمِّ الدُّنيا؛ فإنَّ نَعيمَها زائِلٌ ومقرونٌ بِه البؤسُ( ).