باب ما جاء في صفة أهل الجنة2
سنن الترمذى
حدثنا سويد بن نصر قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم»: «هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث ابن لهيعة» وقد روى يحيى بن أيوب، هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب، وقال: عن عمر بن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم
ذَكَر اللهُ عزَّ وجلَّ أنَّ في الجنَّةِ ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خطَرَ على قلبِ بشَرٍ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لو أنَّ ما يُقِلُّ ظُفُرٌ"، أي: قدرَ ما يستقِلُّ بحَملِه ظُفُرٌ ويُحمَلُ عليه، "ممَّا في الجنَّةِ"، أي: مِن النَّعيمِ الَّذي بها، "بدَا"، أي: ظهَر للدُّنيا، "لتزخرَفَتْ له"، أي: لتزَيَّنَ مِن الدُّنيا لهذا القَدْرِ الَّذي ظهَر مِن الجنَّةِ، "ما بين خَوافِقِ"، أي: جوانبِ، والمرادُ: مُنتهَى "السَّمواتِ والأرضِ"، وهذا بيانٌ لعِظَمِ نعيمِ الجنَّةِ، "ولو أنَّ رجُلًا مِن أهلِ الجنَّةِ اطَّلَع فبدَا"، أي: ظَهَر على الدُّنيا، "أساوِرُه"، أي: بعضٌ منها، والسِّوارُ: هو ما يُلبَسُ مِن حلقاتٍ باليدِ، "لطَمَسَ ضوءَ الشَّمسِ"، أي: غَطَّى عليها ومحا ضَوْءَها، "كما تطمِسُ الشَّمسُ ضوءَ النُّجومِ"، أي: كما تمحو الشَّمسُ بضَوئِها ضوءَ النُّجومِ.