‌‌باب ما جاء في النفي

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في النفي

حدثنا أبو كريب، ويحيى بن أكثم، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب وغرب»، وأن أبا بكر ضرب وغرب، وأن عمر ضرب وغرب وفي الباب عن أبي هريرة، وزيد بن خالد، وعبادة بن الصامت: حديث ابن عمر حديث غريب، رواه غير واحد عن عبد الله بن إدريس فرفعوه وروى بعضهم عن عبد الله بن إدريس هذا الحديث، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر «أن أبا بكر ضرب وغرب، وأن عمر ضرب وغرب»، حدثنا بذلك أبو سعيد الأشج قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وهكذا روي هذا الحديث من غير رواية ابن إدريس عن عبيد الله بن عمر نحو هذا، وهكذا رواه محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر " أن أبا بكر ضرب وغرب، وأن عمر ضرب وغرب، ولم يذكروا فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النفي رواه: أبو هريرة، وزيد بن خالد، وعبادة بن الصامت، وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وغيرهم وكذلك روي عن غير واحد من فقهاء التابعين، وهو قول سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق
‌‌

الزِّنا مَفسدَتُه مِن أعظَمِ المفاسِدِ، وهو مُنافٍ لمصلحةِ نِظامِ العالَمِ في حِفظِ الأنسابِ، وحِمايةِ الفُروجِ، وصيانةِ الحُرُماتِ، ويُوقِعُ أعظَمَ العداوةِ والبَغضاءِ بين الناسِ، وهو مِنَ الجرائِمِ الَّتي أوجَبَ اللهُ تعالى الحدَّ عِقابًا عليها، وهي عُقوبةٌ مُقدَّرةٌ حدَّدها اللهُ تَعالى في كتابِه، وعلى لِسانِ نبيِّه.
وفي هذا الحديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضَرَبَ وغرَّب" أي: جَلَدَ الزانيَ البِكرَ غيرَ المُحصَنِ مِئَةَ جَلدَةٍ كما قال تَعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ} [النور: 2] وجاءتِ السُّنَّةُ بِعُقوبةٍ زائدةٍ على الجَلْدِ، وهي التَّغريبُ والنَّفيُ مِنَ البلدِ الَّتي ارتَكَبَ فيها الزِّنا لمدَّةِ عامٍ، "وأنَّ أبا بَكرٍ ضَرَبَ وغرَّب، وأنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وغرَّب" فكانت السُّنَّةُ بعدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على هذا، ونفَّذها الخلفاءُ الراشدون من بعدِه، ومنهم أبو بَكرٍ وعُمَرُ رضِيَ اللهُ عنهما .