‌‌باب ما جاء في طعام المشركين

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في طعام المشركين

حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة قال: أخبرني سماك بن حرب، قال: سمعت قبيصة بن هلب يحدث، عن أبيه، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن طعام النصارى؟ فقال: «لا يتخلجن في صدرك طعام ضارعت فيه النصرانية»: هذا حديث حسن قال محمود: وقال عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن سماك، عن قبيصة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، قال محمود: وقال وهب بن جرير، عن شعبة، عن سماك، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله والعمل على هذا عند أهل العلم من الرخصة في طعام أهل الكتاب
‌‌

في هذا الحديثِ يقولُ هُلْبٌ الطَّائيُّ رَضِي اللهُ عَنه: "سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن طعامِ النَّصارى؟"، أي: عن حُكمِ الأكلِ مِن طَعامِ النَّصارى، هل فيه حرَجٌ أو إثمٌ؟ وهل هو طيِّبٌ أو خَبيثٌ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا يَتخلَّجنَّ في صدرِك طعامٌ"، أي: لا يَتحرَّكنَّ في صدرِك شَكٌّ وارتيابٌ أو تخوُّفٌ مِن طعامِهم وذَبائِحهم المُذكَّاةِ، وهو بيِّنٌ في قولِ اللهِ تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [المائدة: 5]، يعني: ذَبائِحَهم، وقولُه: "ضارعتَ فيه النَّصرانيَّةَ"، أي: تشبَّهتَ بنَصرانيَّتِهم؛ مِن حيثُ تركُهم للطَّعامِ إذا شكُّوا فيه وارتابوا، ومرادُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: لا يَدخُلْ في قلبِك ضِيقٌ وحرَجٌ؛ لأنَّك على الحنيفيَّةِ السَّهلةِ، وليس على مثلِ ما فيه النَّصارى مِن رَهبانيَّةٍ، ولكنَّ هذا لا يمنَعُ المسلِمَ أنْ يتَحرَّى حِلَّ ما يأكُلُ وحُرمتَه إذا غلَب على ظنِّه أنَّه يَدخُلُه محرَّمٌ.