‌‌باب ما جاء في علامات خروج الدجال

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في علامات خروج الدجال

حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك قال: «فتح القسطنطينية مع قيام الساعة» قال محمود: هذا حديث غريب، والقسطنطينية هي مدينة الروم تفتح عند خروج الدجال، والقسطنطينية قد فتحت في زمان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

مِن أركانِ الإيمانِ الإيمانُ باليَومِ الآخِرِ، وذلك يَتَضَمَّنُ الإيمانَ بما يَكونُ في ذلك اليَومِ مِنَ الأهوالِ والأحوالِ التي فيها تَتَغَيَّرُ مَعالمُ هذا الكَونِ، وإنَّ مِنَ الأُمورِ المُتَعَلِّقةِ باليَومِ الآخِرِ الإيمانَ بأشراطِ السَّاعةِ، أي: عَلاماتِ يَومِ القيامةِ، فإنَّ السَّاعةَ لا تَقومُ حَتَّى تَظهَرَ عَلاماتٌ، ومِن تلك العَلاماتِ فَتحُ القُسطَنطينيَّةِ، وهيَ مَدينةُ الرُّومِ الشَّرقيَّةُ نِسبةً إلى مَلِكِهمُ القَيصَرِ قُسطَنطينَ الأكبَرِ، وهيَ دارُ مُلكِهم، بُنيَت على مَضيقِ البُوسفورِ الواصِلِ بَينَ البَحرِ الأسودِ وبَحرِ مرمَرةَ، تَشتَهرُ بمَتانةِ أسوارِها، وهيَ اليَومَ إسطَنبولُ، ففتحُها مِن أشراطِ السَّاعةِ، وقد جاءَتِ الأخبارُ الكَثيرةُ على فتحِها، وقد فُتِحَت في زَمانِ بَعضِ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولَكِن جاءَ عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال: إنَّ فَتحَ القُسطَنطينيَّةِ يَكونُ مَعَ قيامِ السَّاعةِ؛ فلَعَلَّ الفتحَ الذي في الأحاديثِ والذي هو مِن أشراطِ السَّاعةِ هو الفتحُ الثَّاني لَها، وهو الذي يَكونُ مُقارِنًا وقَريبًا مِن قيامِ السَّاعةِ.
وفي الحَديثِ بَيانُ شَرَطٍ مِن أشراطِ السَّاعةِ.
وفيه أنَّ فتحَ القُسطَنطينيَّةِ يَكونُ قُربَ قيامِ السَّاعةِ .