باب ما جاء في عمال الصدقة 4
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد، حدثنا أبو عتاب، حدثني إبراهيم ابن عطاء مولى عمران، حدثني أبي
أن عمران بن الحصين استعمل على الصدقة، فلما رجع قيل له: أين المال؟ قال: وللمال أرسلتني؟ أخذناه من حيث كنا نأخذه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووضعناه حيث كنا نضعه (1).
زَكاةُ المالِ تُؤخَذُ مِن أغنِياءِ البلَدِ فتُرَدُّ على فُقَرائِهم، إلَّا أن يَكونَ هُناكَ مَن هُم أحوَجُ خارِجَ البلَدِ، فتُنقَلُ إليهِم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عطاءٌ مولى عِمْرانَ بنِ حُصينٍ: "أنَّ زيادًا"، أي: ابنَ أبيهِ، وكان والِيًا لِمُعاويَةَ،"- أو بعضَ الأمراءِ- بعَث عِمرانَ بنَ حُصينٍ على الصَّدَقةِ"، أي: لِجَمعِ أموالِ الزَّكاةِ، "فلمَّا رجَع قال لعِمْرانَ: أينَ المالُ؟"، أي: أينَ مالُ الزَّكاةِ؟ قال: "وللمالِ أرسَلتَني؟!"، أي: لَم أذهَبْ لأجمَعَ لك أموالَ النَّاسِ، "وإنَّما أخَذْناها مِن حيثُ كنَّا نَأخُذُها على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: مِن الأغنياءِ، "ووضَعْناها حيث كُنَّا نضَعُها على عَهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: أعطَيْناها لِفُقراءِ أهلِ البلَدِ؛ فهُم أحقُّ بها ما داموا أحوَجَ إلَيها.
وفي الحديثِ: اتِّباعُ الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عَنهم سُنَّةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وإن خالَف ذلك أهواءَ أولياءِ الأمرِ.