‌‌باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم1

حدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا» وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف، وعامر بن ربيعة، وعمار، وأبي طلحة، وأنس، وأبي بن كعب: «حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح» وروي عن سفيان الثوري، وغير واحد من أهل العلم، قالوا: «صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار»
‌‌

لنبيِّنا مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَكانةٌ عظيمةٌ عندَ اللهِ سُبحانه وتعالى، وقد رفَعَ له ذِكرَه وقرَن اسْمَه باسْمِه في شَهادَتَيِ التَّوحيدِ، وصلَّى عليه اللهُ والملائكةُ، وقد أمَرَنا بالصَّلاةِ عليه، وجعَلَ على ذلك فضلًا وأجرًا عظيمًا.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ أَولى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ"، يعني: إنَّ أخصَّ أُمَّتي بي، وأقرَبُهم منِّي، وأحَقُّهم بشَفاعتي، "أكثَرُهم عليَّ صلاةً"، أي: أكثَرُهم صلاةً على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الدُّنيا، ولعلَّ حدَّ الإكثارِ ذِكْرُه في اليومِ أكثرَ مِن كلِّ ذِكْرٍ، ويكونُ ذلك مكافأةً له في دارِ الجزاءِ على ما أسلَفَه في دارِ الدُّنيا؛ لأنَّ كثرةَ الصَّلاةِ عليه تدلُّ على صِدقِ المحبَّةِ وكمالِ الوصلةِ، فتكونُ منازلُهم في الآخرةِ منه بحَسَبِ تفاوُتِهم في ذلك، واللهُ سُبحانه وتعالى هو الذي أمَرَنا بتِلك الصَّلاةِ في قولِه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على الصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وأنَّها جالبِةٌ لرحمةِ اللهِ والفوزِ بقُرْبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وشفاعتِه .