‌‌باب ما جاء في كراهية التشبيك بين الأصابع في الصلاة

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في كراهية التشبيك بين الأصابع في الصلاة

حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن رجل، عن كعب بن عجرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه، ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه، فإنه في صلاة»،: حديث كعب بن عجرة رواه غير واحد، عن ابن عجلان مثل حديث الليث، وروى شريك، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث، «وحديث شريك غير محفوظ»
‌‌

علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صِفةَ الصَّلاةِ وكيفيَّتَها وهيئتَها، كما بيَّن لنا الهَيْئاتِ المَنْهيَّ عنها في الصَّلاةِ، ونَقَلَ لنا الصَّحابةُ الكِرامُ كلَّ ذلك؛ حتَّى تكونَ الصَّلاةُ تامَّةً وكاملةً في الهَيْئةِ والثَّوابِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إذا تَوضَّأَ أحَدُكُم للصَّلاةِ"، وفي رِوايةِ أبي داوُدَ: " ثم خَرَجَ عامِدًا إلى المسْجِدِ"، أي: انْتَهَى مِنَ الوُضوءِ بعدَ إسْباغِهِ وإتْمامِهِ ثم كان في طريقِهِ إلى المسْجِدِ للصَّلاةِ، "فلا يُشَبِّكْ بين أَصابِعِهِ" وهذا نهْيٌ عن تَشْبيكِ أَصابِعِ اليدَيْنِ بَعضِها في بعضٍ؛ لأنَّه إذا عَمَدَ إلى الصَّلاةِ، فهو في صَلاةٍ، كما في رِوايةِ أَبِي داوُدَ وَابْنِ حِبَّانَ في صَحيحِهِ "فلا يُشَبِّكْ بين يَدَيْه؛ فإنَّه في صَلاةٍ" وعندَ أبِي داوُدَ قال إسماعيلُ بْنُ أُمَيَّةَ: "سَأَلْتُ نافِعًا عن الرَّجُلِ يُصلِّي وهو مُشبِّكٌ يدَيْهِ، قال ابنُ عُمَرَ: تلك صَلاةُ المَغْضوبِ عليهم"، أي: هذه هَيْئةُ صَلاةِ مَن غَضِبَ اللهُ علَيهم؛ لأنَّها هَيْئةٌ لا تَدُلُّ على تَوْقيرٍ ولا تَقْديسٍ للهِ في الصَّلاةِ.
وفي الحديثِ: الزَّجْرُ عن تَشْبيكِ الأيْدي والأَصابِعِ في الصَّلاةِ.
وفيه: تَنْزيهُ الصَّلاةِ عن الهَيْئاتِ القَبيحَةِ الَّتي تُؤدِّي إلى عَدَمِ الخُشوعِ .