باب ما جاء في كم يصلي بالليل 6
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، حدثنا معن بن عيسى، حدثنا مالك بن أنس، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس
عن ابن عباس أخبره: أنه نام عند ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وأهله في طولها، فنام النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ آيات من آخر سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي.
قال عبد الله بن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده اليمنى على رأسي، وأخذ أذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج إلى الصلاة (1).
قَوْله ( فِي عَرْض الْوِسَادَة ) الْمَشْهُور فَتْح الْعَيْن وَقِيلَ بِالضَّمِّ بِمَعْنَى الْجَانِب وَهُوَ بَعِيد لِمُقَابِلَتِهِ بِالطُّولِ قَوْله ( يَمْسَح النَّوْم عَنْ وَجْهه ) أَيْ يُزِيلهُ عَنْ الْعَيْنَيْنِ بِالْمَسْحِ قَوْله ( إِلَى شَنّ ) بِفَتْحِ مُعْجَمَة وَتَشْدِيد نُون قِرْبَة خَلِقَة ( فَفَتَلَهَا ) وَفِي رِوَايَة يَفْتِلهَا بِكَسْرِ مُثَنَّاة أَيْ يُدَلِّك أُذُنه لِيُرِيَهُ أَدَب الْقِيَام عَنْ يَمِين الْإِمَام أَوْ لِيَتَنَبَّه عَنْ بَقِيَّة النَّوْم وَيَسْتَحْضِر أَفْعَال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.