‌‌باب ما جاء في ليلة القدر4

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في ليلة القدر4

حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها»: «هذا حديث حسن صحيح غريب»
‌‌

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَحْرَصَ ما يَكونُ على الأجْرِ والثَّوابِ، وكان يُحسِنُ اغْتِنامَ الأوقاتِ الفاضِلةِ، ومِن ذلك العَشرُ الأواخِرُ مِن رمَضانَ، وهي خيرُ لَيالي السَّنةِ؛ فيها لَيلةُ القَدْرِ الَّتي هي خَيرٌ مِن ألْفِ شَهْرٍ.
وفي هذا الحديثِ تَرْوي أمُّ المؤمنين عائشةُ رَضِي اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كان إذا جاءَ العَشْرُ الأَواخِرِ مِن رَمضانَ -وتَبدَأُ مِن اللَّيلةِ الحاديةِ والعِشْرينَ إلى نِهايةِ الشَّهرِ- يَجتهِدُ فيها ما لا يَجتهِدُ في غَيْرِها، أي: أكثَرَ ممَّا يُبالِغُ في غيرِهنَّ مِن اللَّيالي؛ وذلك لعِظَمِ وفضْلِ تلك اللَّيالي، وطلَبًا لِلَيلةِ القدْرِ؛ فَيَزِيدُ الطَّاعةَ والعِبادةَ، والتَّقرُّبَ إلى اللهِ سُبحانَهُ، ويَعتكِفُ في مُصلَّاه، ويَعتزِلُ النِّساءَ؛ كما بيَّنت رِوايةٌ أُخرى في الصَّحيحينِ: «إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أحْيَا اللَّيْلَ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ، وجَدَّ، وشَدَّ المِئْزَرَ».
وفي الحديثِ: الحِرصُ على الاجتهادِ في العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضانَ.
وفيه: إشارةٌ إلى الحثِّ على تَجويدِ الخاتمةِ.