باب ما جاء في وقت المغرب
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب». وفي الباب عن جابر، وزيد بن خالد، وأنس، ورافع بن خديج، وأبي أيوب، وأم حبيبة، وعباس بن عبد المطلب، وحديث العباس قد روي موقوفا عنه وهو أصح. حديث سلمة بن الأكوع حديث حسن صحيح. وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من التابعين، اختاروا تعجيل صلاة المغرب، وكرهوا تأخيرها، حتى قال بعض أهل العلم: ليس لصلاة المغرب إلا وقت واحد وذهبوا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث صلى به جبريل، وهو قول ابن المبارك، والشافعي
جعَل اللهُ لصَلاةِ الفرائضِ وقتًا محدَّدًا يجِبُ أداؤُها فيه، فقال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]، وفي هذا الحَديثِ بيانُ وَقتِ صلاةِ المغرِبِ؛ حيثُ يقولُ سَلَمةُ بنُ الأَكوعِ رَضيَ اللهُ عنه: كنَّا نُصلِّي معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ المغرِبِ إذا استَتَرَتِ الشَّمسُ وغابَتْ بِالحِجابِ، ويَكونُ الأُفُقُ كالحِجابِ بيْنَها وبينَ مَن يَراها، ويمتدُّ وقتُ صلاةِ المَغربِ إلى أن يَغيبَ الشَّفَقُ الذي هو الحُمرةُ، كما في صحيح مسلمٍ مِن حديثِ عبدِ الله بنِ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «... وَوَقْتُ صَلاةِ المَغرِبِ ما لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ...».
وفي الحديثِ: المُبادَرةُ بِصلاةِ المغربِ عندَ غُروبِ الشَّمسِ.
وفيه: بيانُ أوَّلِ الوقتِ في صَلاةِ المَغرِبِ.