باب ما جاء في شأن الحشر
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكم تحشرون رجالا وركبانا، وتجرون على وجوهكم» وفي الباب عن أبي هريرة: «هذا حديث حسن»
في هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ببَعضِ أحوالِ يومِ القيامةِ، فيقولُ: "إنَّكم مَحْشورون"، أي: تَأتون أرضَ المَحشَرِ يومَ القيامةِ، "رِجالًا"، أي: على أرجُلِكم مُشاةً، "ورُكْبانًا"، أي: ومِنكم مَن يأتي المحشَرَ راكِبًا على الدَّوابِّ، قيل: هم السَّابقون الكامِلو الإيمانِ، "وتُجَرُّون على وُجوهِكم"، أي: ومِنْهم مَن يُجَرُّ على وجهِه حتَّى يُؤتَى به إلى أرضِ المحشَرِ؛ قيل: إنَّ تقديمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الراجلين على الرَّاكبِين؛ لأنَّهم هم الأكثَرون مِن أهلِ الإيمانِ، وفي هذا إشارةٌ إلى إحسانِ العملِ؛ حتى يأتيَ المرء على أفضلِ حالٍ عند الله تعالى.
وفي الحديثِ: بيانُ تَفاضُلِ الناسِ عندَ اللهِ تعالى وفي موقِفِ القيامةِ بحسَبِ أعمالِهم.