‌‌باب ما جاء فيمن سأل الشهادة

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء فيمن سأل الشهادة

حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي قال: حدثنا القاسم بن كثير المصري قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريح، أنه سمع سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، يحدث، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سأل الله الشهادة من قلبه صادقا بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه»: حديث سهل بن حنيف حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن شريح وقد رواه عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن شريح وعبد الرحمن بن شريح يكنى أبا شريح وهو إسكندراني وفي الباب عن معاذ بن جبل
‌‌

طَلبُ الشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ هو طَلبٌ للموتِ الَّذي لا مَحالةَ واقعٌ، ولكنَّه في الشَّهادةِ يَقعُ على أحسَنِ حالٍ؛ لِما فيه مِن الأجرِ العظيمِ لِصاحبِه، وهو فَناءُ النَّفسِ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وتَحصيلِ رِضاه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن طَلَبَ الشَّهادةَ -وهي الموتُ والقتلُ في سَبيلِ اللهِ- وكان صادقًا ومُخلِصًا في نِيَّتِه تلكَ للهِ عزَّ وجلَّ، فإنَّه لا يَعلَمُ صِدقَ نِيَّتهِ وتَمنِّيه الشَّهادةَ إلَّا اللهُ سبحانه، فمَن فَعَلَ ذلك أَعطاه اللهُ أَجْرَ الشُّهداءِ بنِيَّتِه الصَّادقةِ وإن لم يبلغها، كما في رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ: «وإنْ مات على فِراشِه».
وفي الحديثِ: الحثُّ على عملِ الخيرِ عمومًا وأنْ يَنوِيَه، وعلى سُؤالِ الشَّهادةِ خصوصًا.
وفيه: أنَّ مَن نوى خَيرًا وحال بينه وبين فِعلِه حائلٌ، فإنَّه يُكتبُ له أَجرُه.
وفيه: التَّرغيبُ في الغزوِ والشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ.