‌‌باب ما جاء في العي

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في العي

حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن حسان بن عطية، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق»: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث أبي غسان محمد بن مطرف. والعي قلة الكلام، والبذاء: هو الفحش في الكلام، والبيان: هو كثرة الكلام مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فيوسعون في الكلام ويتفصحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله
‌‌

الإيمانُ الحقُّ يَبعَثُ على الصِّفاتِ الحسَنةِ وكَمالِها، والنِّفاقُ يَدفَعُ إلى الصِّفاتِ السَّيِّئةِ الَّتي لا يَنبَغي أن تُوجَد عندَ مُسلمٍ، وعلى العبدِ أن يَحرِصَ على تقوى اللهِ في السِّرِّ والعلَنِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الحياءُ"، والمرادُ به هنا: أن يقومَ العبدُ بالواجباتِ والفرائضِ، ولا يفعَلُ المحرَّماتِ، "والعِيُّ"، أي: السُّكوتُ عن الكلامِ، والمرادُ هنا التَّحرُّزُ عن كلِّ قولٍ فيه إثمٌ، "شُعبَتانِ مِن الإيمانِ"، أي: الحياءُ والعيُّ مِن عَلاماتِ الإيمانِ وآثارِه، "والبَذاءُ"، أي: الفُحشُ في الكلامِ "والبيانُ"، أي: فصاحةُ اللِّسانِ، والمرادُ هنا: ما فيه إثمٌ مِن هجاءٍ أو مدحٍ بالباطلِ، وقيل: إظهارُ الفَصاحةِ الزَّائدةِ من التَّعمُّقِ والتَّكلُّفِ في النُّطقِ للتَّقدُّمِ على النَّاسِ "شُعبَتانِ مِن النِّفاقِ"، أي: البَذاءُ والبيانُ مِن علاماتِ النِّفاقِ وآثارِه.