‌‌باب ما جاء فيمن قتل نفسه لم يصل عليه

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء فيمن قتل نفسه لم يصل عليه

حدثنا يوسف بن عيسى قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل، وشريك، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، «أن رجلا قتل نفسه، فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم»: «هذا حديث حسن» واختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: يصلى على كل من صلى إلى القبلة، وعلى قاتل النفس، وهو قول الثوري، وإسحاق "، وقال أحمد: «لا يصلي الإمام على قاتل النفس، ويصلي عليه غير الإمام»
‌‌

حِفْظُ النَّفسِ مِنَ المَقاصدِ العُليا للشَّريعةِ الإسْلاميَّةِ، وقَتلُ النَّفسِ بغيرِ حقٍّ مِن أَكْبرِ الكَبائرِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا عَلى زَجرِ المُسلمِ عنْ قَتلِ نَفسهِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي جابرُ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بِجِنازةِ -وهي اسمٌ للميِّتِ في النَّعشِ- رَجلٍ منَ المسلِمينَ قتَلَ نَفْسَه بمَشاقِصَ، والمَشاقصُ: سِهامٌ عِراضٌ، واحدُها مِشْقَصٌ، فَلم يُصلِّ عليهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بنَفْسهِ؛ زَجرًا للنَّاسِ عنْ مِثلِ فِعلِه، وصَلَّتْ عليهِ الصَّحابةُ، وهذا كما ترَكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ على مَن عليه دَينٌ في أوَّلِ الأمْرِ، زَجرًا لهم عنِ التَّساهُلِ في الاسْتِدانةِ، وعن إهْمالِ وَفائِه، وأمَرَ أصْحابَه بالصَّلاةِ عليه، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «صَلُّوا على صاحِبِكم» متَّفَقٌ عليه.
وفي الحَديثِ: خُطورةُ قَتلِ النَّفسِ.