باب ما جاء كيف يشمت العاطس2
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل الذي يرد عليه، يرحمك الله، وليقل هو: يهديكم الله ويصلح بالكم " حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد نحوه. " هكذا روى شعبة هذا الحديث عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث، يقول أحيانا: عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول أحيانا: عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم " حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن يحيى الثقفي المروزي، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
يُعلِّمُنا الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الكثيرَ والكثيرَ مِن الآدابِ، ومنها ما نَقولُه عندَ العُطاسِ، وكَيفيَّةُ تَشميتِ العاطسِ.
وفي هذا الحَديثِ يأمُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا عطَسَ المسلِمُ وقال بعْدَ عُطاسِه: «الحمدُ للهِ» شُكرًا لِربِّه على هذه النِّعمةِ؛ إذ أذهَبَ عنه الضَّرَرَ والأذى، فلْيَقُلْ له أَخوه أو صاحبُه ممَّن سمِعَه: «يَرحَمُك اللهُ» أي: يَدْعو له بالخيرِ؛ لأنَّه عَمِل بالسُّنَّةِ، وأدَّى ما عليه مِن حمْدِ اللهِ وشُكرِه على نِعمتِه، فيُكافَأُ على ذلك بالدُّعاءِ له بالخيرِ، وليَرُدَّ العاطسُ: «يَهْديكم اللهُ ويُصلِحُ بالَكم» وهو دُعاءٌ بالهِدايةِ وصَلاحِ الشأْنِ والحالِ في الدِّينِ والدُّنيا؛ بالتَّوفيقِ والتَّسديدِ والتأْيِيدِ.
وفي الحَديثِ: أنَّ للعاطسِ أنْ يَحمَدَ اللهَ عزَّ وجلَّ على عُطاسِه؛ لأنَّه نِعمةٌ مِن اللهِ تعالَى عليه، تَخرُجُ بسَببِه الإفرازاتُ الضَّارَّةُ، والأبخرةُ الفاسدةُ.
وفيه: تَشْميتُ العاطسِ إذا حَمِد اللهَ تعالَى.