‌‌باب ما جاء كيف يشمت العاطس1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء كيف يشمت العاطس1

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن حكيم بن ديلم، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله، فيقول: «يهديكم الله ويصلح بالكم» وفي الباب عن علي، وأبي أيوب، وسالم بن عبيد، وعبد الله بن جعفر، وأبي هريرة: «هذا حديث حسن صحيح»

خصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ عبادَه المؤمنين برحمتِه، وفي هذا الحديثِ يقول أبو موسى الأشعريُّ رضِيَ اللهُ عنه: "كانت اليهودُ تَعَاطَسُ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: يَطلُبونَ العُطاسَ عن قَصْدٍ وهُمْ بحُضورِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِنَ المعروفِ أنَّ العُطاسَ حالةٌ تَعْتَري الإنسانَ بغيرِ قصْدٍ، وهو اندِفاعُ الهواءِ مِنَ الأنْفِ بعُنْفٍ وصوتٍ لعارِضٍ ما، "رَجاءَ"، أي: يَتَمَنَّوْنَ بعَطْسَتِهم تلك بَركةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وذلك "أنْ يقولَ لها"، أي: لليهودِ، يرحَمُكم اللهُ"، أي: يُريدونَ أنْ يَنالوا بَركةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودُعاءَه لهم بالرَّحمةِ؛ فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول لهم حالَ عَطْسِهم: "يَهْديكُمُ اللهُ ويُصلِحُ بالَكُمْ"، أي: يَدعو لهم بالهِدايةِ إلى الإيمانِ؛ لِيَصْلُحَ لهم شأنُهم في الدُّنيا والآخرةِ.
وفي الحديثِ: الدُّعاءُ لِمَن يُرجَى هِدايتُه مِن غيرِ المُسلِمينَ ما دامَ حيًّا؛ فإذا ماتَ على ضلالِه وكُفْرِه فلا دُعاءَ له.