باب ما قيل في العمرى والرقبى (أعمرته الدار)، فهي عمرى جعلتها له. {استعمركم فيها} جعلكم عمارا
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "العمرى جائزة"
لقدْ حَثَّ الإسلامُ على التَّكافُلِ والتَّعاوُنِ بيْن النَّاسِ، وللتَّكافُلِ صُوَرٌ كَثيرةٌ، كالزَّكاةِ، والصَّدقةِ، والهِبَاتِ، ومِن أنواعِ الهِبَاتِ: العُمْرَى، وهو نَوعٌ خاصٌّ مِن الهِبَاتِ.
وهذا الحديثُ يدُلُّ على مَشروعيَّةِ العُمْرَى، وهي: كأنْ يقولَ أحدُ النَّاسِ لآخَرَ: داري لكَ عُمرَكَ تَسكُنُها ما دُمتَ حيًّا، أو: داري هذه لكَ عُمرِي، فهي لك ما دُمتُ حَيًّا- أنَّها تكونَ للمَوهوبةِ له، ولا تَعودُ للواهبِ مرَّةً ثانيةً، وذلك إنْ أعْطاها للمَوهوبِ له مُطلَقةً دونَ اشتِراطِ رُجوعِها إليه مرَّةً ثانيةً، كأنْ يَقولَ له: «جَعَلتُ لك دارِي هذِه مُدَّةَ حياتِك» أو: «ما عِشتَ»، أو: «أعمرتك هذه الدار»، أو قال: «هذه الدارُ لك عُمرى»، أو «ما حَيِيتَ»؛ فمِثلُ هذا يُعَدُّ تَمليكًا للمَوهوبِ له ولوَرَثتِه مِن بعْدِه؛ حَكَمَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
كما في هذا الحديثِ، وفي صَحيحِ مُسلمٍ: «فإنَّه مَن أَعمَرَ عُمرَى، فهِيَ للذي أُعمِرَها حيًّا وميِّتًا، ولعَقِبِه».