باب ما يستر المصلي
حدثنا محمد بن كثير العبدي، أنا إسرائيل ، عن سماك ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه طلحة بن عبيد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جعلت بين يديك مثل مؤخرة الرحل فلا يضرك من مر بين يديك»
في هذا الحديث يقول طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا- أي: تمر من أمامنا ونحن في الصلاة-، فذكرنا ذلك الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "مثل مؤخرة الرحل تكون بين يدي أحدكم"، ومؤخرة الرحل هي: الخشبة التي يستند إليها الراكب على البعير، أي: تكون سترة أمام المصلي، والمعنى في طلب السترة، منعها لمن مر بين يديه وشغله عما هو مطلوب منه، من الخشوع والخضوع والحضور، فإذا فعل ذلك، "لا يضره ما مر بين يديه" أي: لا يضره ما يمر من وراء السترة، والمراد بالضرر الضرر الراجع إلى نقصان صلاة المصلي، وفيه إشعار بأنه لا ينقص شيء من صلاة من اتخذ سترة بمرور من مر بين السترة والقبلة، ويحصل النقص إذا لم يتخذ سترة، وكذا إذا مر المار بينه وبين السترة