باب ما يستر المصلي 3
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، عن عبيد الله ابن عمر، حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن عائشة، قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصير يبسط بالنهار ويحتجره بالليل، يصلي إليه (1).
في هذا الحَديثِ تُخْبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "كان لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَصيرٌ"، وهو فِراشٌ مصنوعٌ مِن أعوادِ النَّباتِ أو مِن جريدِ النَّخلِ، "يُبْسَطُ بالنَّهارِ"، أي: يُفْرَشُ له؛ ليَجلِسَ عليه، "ويحتَجِرُه باللَّيلِ يُصلِّي إليه"، أي: يتَّخِذُه كالحُجْرَةِ، أو يجعَلُه حاجزًا بينه وبين غَيرِه؛ لئلا يمُرَّ عليه مارٌّ، فيقطَعَ عليه صلاتَه.
وهذا يدلُّ على ضَرورةِ السُّترةِ، والسُّترةُ هي: شيءٌ مُرتفِعٌ يَقترِبُ منه المُصلِّي؛ ليكونَ بينه وبينَ القِبلةِ؛ حتَّى يعلَمَ النَّاسُ أنَّه يُصلِّي، فلا يمُرَّ أحدٌ مِن بينِ يديه( ).