باب ما يصيب المؤمن من الشوكة والمصيبة
بطاقات دعوية
عن الأسود قال دخل شباب من قريش على عائشة - رضي الله عنها - وهي بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب (1) فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب قالت (2) لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة. (م 8/ 14 - 15)
للصَّبرِ على المَرضِ والابتلاءاتِ ثَوابٌ عَظيمٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك أنَّ اللهَ جعَل الابتلاءاتِ كفَّاراتٍ لذُنوبِ المُؤمنِ ورِفعةً لدَرجاتِه
وفي هذا الحديثِ تَسليةٌ للمؤمنِ فيما يُصِيبُهُ مِن مَصائبِ الدُّنيا، ومِن الأمراضِ والأوجاعِ؛ فكلُّ ما يُصيبُ المؤمنَ خَيرٌ له؛ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ما مِن مُصيبةٍ»، وتَنكيرُ كَلمةِ (مُصِيبة) يُفيدُ العُمومَ والشُّمولَ؛ أيْ: أيُّ مُصيبةٍ، كَبيرةً كانتْ أو صَغيرةً؛ تُصيبُ المسلمَ، إلَّا كانتْ تَكفيرًا لذُنوبِه، وفي حَديثٍ آخَرَ مُتَّفَقٍ عليه تَفصيلُ هذه الأشياءِ التي تُصيبُه، فسَواءٌ كانتْ تَعَبًا، أو هَمًّا، أو غَمًّا، أو حُزنًا، فما مِن مُصيبةٍ تُصيبُ العبدَ المؤمنَ إلَّا ويَرفَع اللهُ بها دَرجتَه، ويحُطُّ عنه خَطاياهُ ويُطهِّرُه بها مِن ذُنوبِه ومَعاصِيه، حتَّى لو كانتْ هذه المصيبةُ شَوكةً تُصيبُ العبدَ فتُؤلِمُه، فيَصبِرُ على أذاها ووَجعِها احتسابًا للهِ تعالَى دونَ تَسخُّطٍ وشَكوَى لأحدٍ؛ فإنَّ اللهَ سُبحانَه يُكفِّرُ بها مِن خَطايا العَبدِ تَفضُّلًا وتَكرُّمًا منه جَلَّ وعلَا على عَبدِه المُسلمِ
وفي الحَديثِ: بيانُ فَضلِ اللهِ على عِبادِه المؤمِنينَ ورحمتِه بهم بغُفرانِ الذُّنوبِ بأقَلِّ ضَرَرٍ يُصيبُهم