باب ما يقول إذا هاجت الريح
حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها أن النبى -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى ناشئا فى أفق السماء ترك العمل وإن كان فى صلاة ثم يقول « اللهم إنى أعوذ بك من شرها ». فإن مطر قال « اللهم صيبا هنيئا ».
الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء، وقد جعل في بعض تلك الأشياء سببا لما يصيب الإنسان من الخير أو من الشر أحيانا
وفي هذا الحديث تقول عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم "إذا رأى الريح"، أي: ظهرت بآثارها، "قال"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما فيها"، أي: منافعها؛ فللريح منافع عديدة، "وخير ما أرسلت به"، أي: ما أرسلت به في هذا الوقت، فكأنه تأكيد لأول الدعاء، "وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها"، أي: ما قد تتسبب فيه من شر، "وشر ما أرسلت به"، أي: ما أرسلت به في هذا الوقت، فكأنه تأكيد لأول الدعاء؛ فقد كانت من أسباب هلاك بعض من سبق من الأمم؛ كقوله تعالى: {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم} [الأحقاف: 24]، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم واثقا من عهد الله له بألا يهلك أمته وهو فيهم؛ كما قال تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} [الأنفال: 33]، ولكنه لا يؤمن مكر الله؛ لأنه {لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} [الأعراف: 99]؛ وذلك لكثرة المكذبين والضالين المستحقين للنقمة ممن لم يؤمنوا بعد