باب ما يقول إذا ودع إنسانا4
سنن الترمذى
حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي قال: حدثنا زيد بن حباب قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله، إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: «عليك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف»، فلما أن ولى الرجل، قال: «اللهم اطو له الأرض، وهون عليه السفر»: «هذا حديث حسن»
في هذا الحَديثِ يَحكي أبو هريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رَجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُريدُ أنْ أُسافِرَ"، أي: أبْتَغي السَّفرَ، "فأَوْصني"، أي: أُريدُ مِنْكَ نَصيحةً ووصيَّةً، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "عليكَ بتَقوى اللهِ"، أي: الْزَمْ تَقوى اللهِ في فِعْلِ ما يُرْضي اللهَ واجْتَنِبِ المعاصي، فتَجْعَل بينَكَ وبين عذابَ اللهِ وقايةً، "والتَّكبيرِ" أي: أنْ تَقولَ اللهُ أَكْبَرُ "على كُلِّ شَرَفٍ" والشَّرَفُ هو الشَّيءُ المُرْتَفِعُ، والمَقصودُ أنَّ التَّكبيرَ عِنْدَ صُعودِ كُلِّ شيءٍ مُرْتَفِعٍ.
قال: "فلمَّا ولَّى الرَّجُلُ"، أي: ذَهَبَ ورَحَلَ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اللهُمَّ اطْوِ له البُعْدَ"، أي: قَرِّبَ ما يَشُقُّ عليه في سَفَرِهِ مِنْ مَسافةٍ بعيدةٍ، "وهوِّنْ عليه"، أي: سَهِّلْ عليهِ مِنَ المتاعِبِ والمَشاقِّ التي يَجِدُها مِنَ "السَّفَرِ".
في الحديث: حِرصُ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنه على التِماسِ بَركةِ وصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.