باب ما يقول بين السجدتين 2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا إسماعيل بن صبيح، عن كامل أبي العلاء، قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يحدث عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بين السجدتين في صلاة الليل: "رب اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارزقني، وارفعني" (2).
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّلاةَ وسُنَنَها وآدابَها، وعلَّمَنا ما نقولُه في كلِّ رُكنٍ وفي كلِّ جِلْسةٍ في الصَّلاةِ، ومِن ذلك الجِلْسةُ بينَ السَّجدتينِ، وفي هذا الحديثِ يَحكِي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ بينَ السَّجدتَينِ في صَلاةِ اللَّيلِ"، أي: صَلاةِ قِيامِ اللَّيلِ، والجِلْسةُ بينَ السَّجدتينِ رُكنٌ مِن أركانِ الصَّلاةِ، وذِكْرُ صلاةِ اللَّيلِ لا يُخصِّصُ الدُّعاءَ، ولكنَّه يقولُه بينَ السَّجدتينِ في كلِّ صَلاةٍ، "ربِّ اغفِرْ لي"، أي: امْحُ عنِّي ذُنوبي، "وارْحَمني" وهو طلَبُ الرَّحمةِ مِن اللهِ، وهو يَتناسَبُ مع المَغفرةِ الَّتي تكونُ بسبَبِ رَحمةِ اللهِ لعَبدِه، "واجْبُرني"، أي: أَغْنِني ورُدَّ ما ذهَبَ مِنِّي بالتَّقصيرِ، وهي مِن جَبْرِ المُصيبةِ والتَّعويضِ عنها بأحسنَ ممَّا فُقِدَ بسبَبِها، "وارْزُقْني"، أي: أَعْطني خيرًا في الدُّنيا والآخرةِ، "وارْفَعني"، أي: في الدَّرجاتِ.
وورَدَتْ رِواياتٌ مُتعدِّدةٌ لهذا الحديثِ تختلِفُ في ألفاظِها اختلافَ تعدُّدٍ وليس اختلافَ تناقُضٍ أو تضادٍّ، ومجموعُ هذه الرِّواياتِ وألفاظِها سبعةٌ: (اللَّهُمَّ اغفِرْ لي، وارْحَمْني، وعافِني، واجْبُرني، وارْفَعْني، واهْدِني، وارْزُقْني).
وفي الحديثِ: اهتمامُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بشَغْلِ كلِّ حَرَكاتِ الصَّلاةِ؛ إمَّا بالقراءةِ أو الذِّكرِ أو الدُّعاءِ.