باب النهي عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها 2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو نعيم (ح)
وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو عامر قالا: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه
عن عائشة قالت: ما نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل العشاء، ولا سمر بعدها (1).
في هذا الحَديثِ بيانٌ لأدَبٍ نَبويٍّ جليلٌ، وتعليمٌ للأمَّةِ في تنظيمِ الأوقاتِ، حيثُ تقولُ أمُّ المؤمِنين عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "ما نامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قبْلَ العِشاءِ، ولا سَمَرَ بعدَها"، أي: ما كان يَنامُ قبْلَها حتَّى يُصلِّيَها في وقْتِها جَماعةً، ولا يَسهَرُ بعدَ العِشاءِ يتَكلَّمُ معَ أحَدٍ، وقد ورَد النَّهيُ مِنه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن السَّمرِ بعدَ العِشاءِ إلَّا لمَصلَحةٍ أو خيرٍ، وسبَبُ كراهةِ الحديثِ بعدَها أنَّه يُؤدِّي إلى السَّهرِ, ويُخافُ مِنه غلَبةُ النَّومِ عن قيامِ اللَّيلِ, أو الذِّكْرِ فيه, أو عن صَلاةِ الصُّبحِ في وقْتِها الجائزِ أو وقتِها المختارِ أو الأفضَلِ، ولأنَّ السَّهَرَ في اللَّيلِ سبَبٌ للكَسلِ في النَّهارِ عمَّا يتَوجَّهُ مِن حُقوقِ الدِّينِ، والطَّاعاتِ، ومَصالِحِ الدُّنْيا، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس: 67]، وقال أيضًا: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: 10- 11]، ولكنْ إذا وُجِدَت الحاجةُ إلى السَّهَرِ ومِن ذلك حديثُ الرَّجُلِ مع أهلِه، أو كانتْ فيه مَصلَحةٌ ضروريَّةٌ فلا حرَجَ .