باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب 4
بطاقات دعوية
عن البراء رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع [يوم قريظة] (69) لحسان:
"اهجهم -أو هاجهم- و (588 - وفي رواية معلقة: اهج المشركين؛ فإن) جبريل معك".
نُصْرةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حقٌّ على كلِّ مُسلِمٍ بمالِه ويَدِه ولِسانِه، وحسَّانُ بنُ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه كان مِن شُعَراءِ المَدينةِ، وكان مِمَّن نصَرَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بلِسانِه عندَما كان المشرِكون يَهْجون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالشِّعرِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَّهَ حسَّانَ بنَ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه لهِجاءِ المُشرِكينَ، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اهْجُهم وجِبْريلُ معَكَ»، أي: إنَّ جِبْريلَ يُؤيِّدُكَ، فكان مُؤيَّدًا رَضيَ اللهُ عنه مِن جِبْريلَ عليه السَّلامُ، وهي فَضيلةٌ عَظيمةٌ لحَسَّانَ بنِ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه.
وزاد في رِوايةٍ: أنَّ ذلك كان يومَ قُرَيْظةَ؛ وذلك عندَما خان بَنو قُرَيْظةَ عَهْدَهم معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أثْناءَ غَزْوةِ الأحْزابِ، وتَحالَفوا معَ المُشرِكينَ ضدَّ المُسلِمينَ، وكان ذلك في العامِ الخامِسِ مِنَ الهِجْرةِ، فردَّ اللهُ الأحْزابَ خاسِرينَ، ثمَّ جاءَ جِبريلُ عليه السَّلامُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأخْبَرَه أنَّ اللهَ يَأمُرُه أنْ يَذهَبَ لقِتالِ بَني قُريظةَ، كما في الصَّحيحينِ.
وفي الحَديثِ: مَشْروعيَّةُ قَولِ الشِّعرِ في نُصْرةِ الحقِّ.
وفيه: مَشْروعيَّةُ هِجاءِ الكفَّارِ، وأعْداءِ الإسْلامِ، وإظْهارِ مَعايِبِهم بالشِّعرِ وغَيرِه.