باب: من طلق في نفسه 2
سنن النسائي
أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا ابن إدريس، عن مسعر، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به وحدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم به»
تفَضَّلَ اللهُ سُبحانه على أُمَّةِ الإسلامِ بالفَضلِ العَظيمِ في شَرائعِ الدِّينِ، والتَّيسيرِ ومُضاعَفةِ الأَجْرِ، وغُفْرانِ الذُّنوبِ، والتَّجاوُزِ عن خطَأِ المسلِمِ في مَواضِعَ كَثيرةٍ، وهذا مِن فَضْلِه ورَحمتِه سُبحانَه
وفي هذا الحديثِ مَظهَرٌ مِن مَظاهرِ رَحمةِ اللهِ تَعالى بهذه الأُمَّةِ، حيثُ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ رفَعَ الحِسابَ والعِقابَ، فلم يُؤاخِذْ أفرادَ الأُمَّةِ بما حدَّثَ الواحدُ منهم به نفْسَه مِنَ الشَّرِ، مِن غيرِ إرادةٍ منه، فهذا مَعفوٌّ عنهُ، ولا يَترتَّبُ عليه إثمٌ ما دامَ لمْ يَعمَلْ بجَوارحِه هذا الشَّرَّ، أو يَتكلَّمْ به بلِسانِه، وهذا مِن فضْلِ اللهِ على أُمَّةِ الإسلامِ