باب من مر على ماشية قوم أو حائط هل يصيب منه؟ 3
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الجريري، عن أبي نضرة
عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أتيت على راع، فناده ثلاث مرار، فإن أجابك وإلا فاشرب في غير أن تفسد، وإذا أتيت على حائط بستان، فناد صاحب البستان ثلاث مرات، فإن أجابك، وإلا فكل في أن لا تفسد (2) " (3).
في هذا الحديثِ يُخبرُ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم قالَ: "إذا أتَيتَ على راعٍ"، أي: إذا مرَرتَ على مَكانٍ تُرْعى فيه غَنمٌ أو بقَرٌ أو غيرُ ذلك، ولم تَجِدِ الرَّاعيَ وكُنتَ في جوعٍ، "فنادِهِ ثلاثَ مِرارٍ"، أي: مرَّاتٍ، "فإنْ أجابَك"، أيْ: لَبَّى نِداءَك فحاجَتُك وطلَبُك يكونُ إليه، "وإلَّا فاشرَبْ"، أي: فإن لم يُجِبْك ولم يَرُدَّ عليك وتأكَّدَ لك أنَّه غيرُ موجودٍ؛ فاحتَلِبْ مِن لبَنِ الحيواناتِ "في غيرِ أن تُفسِدَ"، أي: اشرَبْ ما يَكْفيك مِن اللَّبَنِ، دونَ إسرافٍ ودونَ أن تأخُذَ معَك، "وإذا أتيتَ على حائطِ بُستانٍ فنادِ صاحِبَ البُستانِ ثلاثَ مرَّاتٍ؛ فإنْ أجابَك وإلَّا فكُلْ في ألَّا تُفسِدَ"، أيْ: فلا تَأخُذْ زيادةً عن حاجَتِك ولا تتَزوَّدْ منه، ولا تأخُذْ في مَلابِسِك، وهذا الحديثُ محمولٌ على المضْطَرِّ كابْنِ السَّبيلِ ونَحوِه، إذا احتاجَ إلى الطَّعامِ.
وفي الحديثِ: مُراعاةُ الشَّرعِ لِمَصالِحِ النَّاسِ، وحرصُه على حِفظِ أموالِهم مع الدَّعوةِ للتَّسامُحِ في القليلِ المأخوذِ لحاجةِ المضطَرِّ وابنِ السَّبيلِ( ).