باب من نزل الأبطح
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا حبيب المعلم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: «إنما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبطح لأنه كان أسمح لخروجه».: «هذا حديث حسن صحيح» حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة نحوه
لقدْ رافَقَ الصَّحابةُ الكرامُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرِه لحَجَّةِ الوداعِ ذَهابًا وإيابًا، ونَقَلوا لنا كلَّ أفعالِه، وبيَّنوا ما كان منها مِن مَناسكِ الحجِّ، وما لم يكُنْ منها.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنِينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها عن نُزولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المُحَصَّبِ بعْدَ مُغادرَتِه مِنًى يومَ الثالثَ عشَرَ مِن ذي الحِجَّةِ، ثالثِ أيَّامِ التَّشريقِ، والمُحَصَّبُ أو الأبْطَحُ: وادٍ متَّسِعٌ بيْن مكَّةَ ومِنًى، بيْنَ الجبلَيْنِ إلى المَقابرِ؛ سُمِّيَ به لاجتِماعِ الحَصْباءِ فيه بِحَمْلِ السَّيلِ إليه، ويُسمَّى الآنَ الجَعفريَّةَ، وهي تابعةٌ لمَنطقةِ الجُمّيزةِ.
فذَكَرتْ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النُّزولَ لهذا الوادي لم يكُنْ مِن مَناسكِ الحجِّ، وإنَّما كانَ مَنزِلًا نَزَلَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ ليكونَ النُّزولُ به أسْهَلَ عندَ سَفَرِه راجعًا إلى المدينةِ؛ ليَجتمِعَ فيه الناسُ، وليَستويَ في ذلك البَطيءُ والمُعتدِلُ، ويكونُ مَبيتُهم وقيامُهم في السَّحَرِ، ورَحيلُهم بأَجْمَعِهم إلى المدينةِ.