باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى
حدثنا عباد بن موسى الأنبارى الختلى حدثنا إبراهيم - يعنى ابن سعد - قال أخبرنى أبى عن ريحان بن يزيد عن عبد الله بن عمرو عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « لا تحل الصدقة لغنى ولا لذى مرة سوى ». قال أبو داود رواه سفيان عن سعد بن إبراهيم كما قال إبراهيم ورواه شعبة عن سعد قال « لذى مرة قوى ». والأحاديث الأخر عن النبى -صلى الله عليه وسلم- بعضها « لذى مرة قوى ». وبعضها « لذى مرة سوى ». وقال عطاء بن زهير إنه لقى عبد الله بن عمرو فقال إن الصدقة لا تحل لقوى ولا لذى مرة سوى.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه رضي الله عنهم على معاني العزة والكرامة، ومن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تحل الصدقة لغني"، أي: لا يحق لمن يملك المال أن يستزيد من أموال الصدقات والزكوات، والمراد بالغني: من معه ما يكفيه حاجته ليومه، "ولا لذي مرة سوي"، أي: القوي صحيح البدن الذي يقدر على العمل وبذل الجهد لكسب ما يكفيه من المال والقوت
وفي الحديث: الحث على العمل، والتعفف عن: سؤال الناس وطلب الصدقات
وفيه: تربية الناس على العزة، وإبعادهم عن مواطن المذلة والامتهان