باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه6
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن سعيد المرابطي قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا أسامة بن زيد، عن عبد الله بن رافع، قال: قلت لأبي هريرة، لم كنيت أبا هريرة؟ قال أما تفرق مني؟ قلت: بلى والله إني لأهابك. قال: «كنت أرعى غنم أهلي، فكانت لي هريرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة، فإذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها فكنوني أبا هريرة»: «هذا حديث حسن غريب»
وفي هذا الأثرِ يُبيِّنُ أبو هريرةَ رضِيَ اللهُ عنه سببَ تَسميتِهِ وتَكنِّيهِ بأبي هريرةَ، حيث سألَه عبدُ اللهِ بنُ رافِعٍ قائلًا له: "لَمَّ كُنِّيتَ" والكُنْيةُ: هي ما صُدِّرَ بأبٍ أو بأمٍّ، والمعنى لِما سُمَّيتَ بهذه الكُنْيةِ (أبو هَريرةَ)؟ فقال له أبو هريرةُ رضِيَ اللهُ عنه: "أَمَا تَفْرَقُ" أي: ما تَهابُني وتَخافُ مِنِّي؟! فقلتُ له "بلى واللهِ إنِّي لأَهابُكَ"، أي: أُبَجِلُّكَ وأوقِّرُكَ، فأَوْضَحَ له أبو هريرةَ عَنِ السَّببِ، فقال: "كُنْتُ أَرْعى غَنَمَ أَهْلي"، أي: كنتُ أَعْمَلُ برَعْي الأغنامِ "وكانتْ لي"، أي: كانتْ عِنْدي "هريرةٌ" وهي تَصغيرُ هِرَّةٍ، أي: قِطَّةٌ صَغيرةٌ؛ "فكنتُ أَضَعُها باللَّيلِ في شَجَرةِ"، أي: لتكونَ لها مأوًى "فإذا كان النَّهارُ"، أي: إذا جاء النَّهارُ، ذَهَبْتُ "بها" أي: بالهِرَّةِ معي، وأنا أَرْعى الغَنَمَ فلَعِبتُ بها؛ "فكَنَّوني أبا هريرةَ"، أي: فلَمَّا رأى النَّاسُ مُلازَمَتي لهذه الهِرَّةِ واهْتِمامي واعْتِنائي ولَعِبي بها فسَمَّوني بهذه الكُنْيةِ وهي أبو هريرةَ.