باب مناقب قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن مرزوق البصري قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس، قال: «كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير» قال الأنصاري: يعني مما يلي من أموره: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأنصاري» حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، نحوه ولم يذكر فيه قول الأنصاري
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ قيْسَ بنَ سعْدِ بنِ عُبادةَ رضِيَ اللهُ عنهما -وكانَ سيِّدًا شُجاعًا ومِن الدُّهاةِ الأذْكياءِ- «كانَ يَكونُ بيْنَ يَدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم»، أي: يكونُ واقِفًا ومُتقدِّمًا بيْن يدَيْهِ ومُطيعًا لأمرِهِ، كأنَّه «بمَنزِلةِ صاحبِ الشُّرَطِ منَ الأميرِ»، وهوَ منصِبٌ استَحْدَثه الأُمراءُ فيما بعْدُ، وهو الذي يَتقدَّمُ ويقِفُ بيْن يدَيِ الأميرِ لِتَنفيذِ أوامرِهِ، ويَنوبُ مَكانَه في إقامةِ الأُمورِ السِّياسيَّةِ، ويكونُ قائدَ الحرسِ، والشرطةُ في اللُّغةِ: العَلامةُ، وإنما سمِّيَ به أعوانُ الأميرِ لكَونِهم مُعَلَّمين بعلامةٍ مُمَيِّزةٍ لهم.
وفي الحَديثِ: بَيانُ مَكانةِ ومَنزِلةِ قيْسِ بنِ سَعدِ بنِ عُبادةَ رضِيَ اللهُ عنهما.
وفيه: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ الحاكِمِ والأميرِ من يقومُ على تنفيذِ أوامِرِه وتنظيمِ ذلك.ةِ.