باب وضع اليدين مع الوجه في السجود
سنن النسائي
أخبرنا زياد بن أيوب دلويه، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رفعه، قال: «إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفعه فليرفعهما»
لقد علَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم أصحابَه رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِم كيفيَّةَ السُّجودِ فِي الصَّلَاة
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اليَدَيْنِ تسجُدانِ"، والمُرادُ باليَدَيْنِ: الكَفَّانِ، "كَما يَسجُدُ الوجهُ"، أي: إنَّ وَضْعَ الكَفَّيْنِ فِي السُّجُودِ كوَضعِ الوَجهِ تمامًا، فلا يُهمِلْ أحدٌ استِعمالَ يدَيْه عِنْدَ السجودِ أو يَجعَلْها فِي وضعٍ غيرِ الوَضعِ الَّذِي يَجِبُ أن تكونَ عَلَيْهِ، فإذا وضَع أحدُكم وجهَه فليَضَعْ يدَيْهِ، إشارةً إلى أَنَّهُ إِذَا سجَد بوَجهِه سجَد أَيْضًا بيَدَيْهِ، ولا يَمتَنِعْ مِن وَضعِهما على الأَرْضِ، وإذَا رفَعَه فَلْيَرْفَعْهُما، إشارةً إِلَى أَنَّهُ إذ رَفَع وجهَه مِن السجودِ يَرْفَعُ أَيْضًا يدَيْهِ، فلا يُبقِيهما على الأَرْضِ، وسُجودُ الوجهِ واليَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ بتَمكِينِهما مِن الأَرْضِ، وعدمِ رَفْعِ الأنفِ كعُضوٍ مِن الوَجهِ عن الأرضِ، وعدمِ افتِراشِ اليَدَيْنِ كافتِراشِ الكَلْبِ؛ لأنَّ تَمامَ الفِعلِ بأن يُؤتَى به كَمَا أمَر الشَّارِعُ