باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وبيعة العقبة

بطاقات دعوية

باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وبيعة العقبة

 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: شهد بي خالاي العقبة.
(ومن طريق أخرى عنه: أنا وأبي وخالي من أصحاب العقبة).

كان الأنْصارُ رَضيَ اللهُ عنهُم يُحبُّونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حبًّا شَديدًا، ويُحبُّونَ أنْ يُهاجِرَ إليهم؛ لِيَحْموه مِن المُشرِكينَ، وقدْ كان بايَعَ صَفوةُ الأنْصارِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على المَنَعةِ والنَّصرِ، والثَّباتِ معَه في أمْرِ الدَّعوةِ، وكان ذلك فيما عُرِفَ ببَيْعةِ العَقَبةِ الأُولى والثَّانيةِ قبْلَ هِجْرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَدينةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما: «شهِدَ بي خالايَ العَقَبةَ». وكَلمةُ «خالايَ»: خَالانِ مُثنَّى خالٍ، أُضِيفَت إلى ياءِ المتكلِّمِ، والعَقَبةُ يَعني بها: بَيْعةَ العَقَبةِ، قيلَ: هي العَقَبةُ الأُولى في ذي الحِجَّةِ، وكانت قبْلَ عامينِ مِن الهِجرةِ النَّبويَّةِ، وقيلَ: الثَّانيةُ، وكانت في ذي الحِجَّةِ قبْلَ عامٍ مِن الهِجرةِ، وكان ذلك عندَ جَمْرةِ العَقَبةِ بمِنًى بمكَّةَ المُكرَّمةِ.
وأخبَرَ سُفْيانُ بنُ عُيَيْنةَ -مِن رُواةِ الحَديثِ-: أنَّ أحدَ خالَي جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما البَراءُ بنُ مَعْرورٍ رَضيَ اللهُ عنه، وهو أحَدُ النُّقَباءِ ليلةَ العَقَبةِ الأُولى، وكان سيِّدَ الأنْصارِ وكَبيرَهم، وهو أوَّلُ مَنِ استَقبَلَ الكَعْبةَ للصَّلاةِ إليها، وهو ليس مِن أخْوالِ جابِرٍ رَضيَ اللهُ عنه، لكنَّه مِن أقارِبِ أُمِّه، وأقاربُ الأُمِّ يُسمَّوْنَ أخْوالًا؛ لأنَّ أُمَّ جابِرٍ اسمُها أُنَيْسةُ بِنتُ غَنَمةَ بنِ عَدِيٍّ، وأخَواها ثَعْلَبةُ وعَمرٌو، وهما خالَا جابِرٍ رَضيَ اللهُ عنهم، وقد شهِدَ ثَعْلَبةُ وعَمرٌو ابْنا غَنَمةَ العَقَبةَ الثَّانيةَ، أمَّا ثَعْلَبةُ بنُ غَنَمةَ رَضيَ اللهُ عنه، فإنَّه شهِدَ بَدرًا، وهو أحَدُ الَّذين كَسَروا أصْنامَ بَني سَلِمةَ، وقُتِلَ يومَ الخَندَقِ شَهيدًا، وأمَّا عَمرُو بنُ غَنَمةَ رَضيَ اللهُ عنه أخوه، فهو أحَدُ البَكَّائينَ الَّذين نَزلَتْ فيهم: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92]، ومات وليس له عَقِبٌ.
وفي الحَديثِ: فَضيلةُ جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما بشُهودِه بَيْعةَ العَقَبةِ.