باب: ومن سورة السجدة1
سنن الترمذى
حدثنا عبد الله بن أبي زياد قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك: «أن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في انتظار هذه الصلاة التي تدعى العتمة»: «هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه»
في هذا الحديثِ يُخبرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه في قولِه تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16]: "أنَّ هذه الآيةَ نزلَتْ في انتظارِ الصَّلاةِ الَّتي تُدْعَى العَتَمَةَ"، أي: صلاةِ العِشاءِ، والمرادُ بالتَّجافي الامتناعُ عن النَّومِ.
وقد ورَد عن أنَّهم كانوا يُؤخِّرونها إلى اللَّيلِ بعد ظُلمةِ الشَّفَقِ، وفي صحيحِ البُخاريِّ يقولُ أبو بَرْزَةَ رضِيَ اللهُ عنه: "كان يَستحِبُّ أن يُؤخِّرَ العِشاءَ، الَّتي تَدْعونها العَتَمَةَ، وكان يكرَهُ النَّومَ قَبْلها، والحديثَ بَعْدها".