بقية حديث أبي مسعود البدري الأنصاري 14
مستند احمد
حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت الشعبي، يقول: «ما سمع الشيب ولا الشبان خطبة مثلها»
الشَّيْبُ إذا ظهَرَ على المسلِمِ فهو علامَةُ الوَقارِ والجَمالِ والبَهاءِ؛ فلا يَنبَغي للمسلِمِ أن يُزيلَ هذا الشَّيبَ من رأسِهِ ولا مِن لِحيتِه؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم نَهى عن ذلك
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لا تَنْتِفوا"، أي: لا تُزيلوا ولا تَقطَعوا، "الشَّيْبَ"، أي: الشَّعرَاتِ البِيضِ الَّتي تَظهَرُ في رأْسِ الإنسانِ أو لحيَتِه؛ وسبَبُ ذلك أنَّه "ما مِن مسلِمٍ"؛ من رجلٍ أو امْرأةٍ، "يَشيبُ شيْبَةً"، أي: تظهَرُ عليهِ شَعرَةٌ واحِدةٌ بيْضاءُ، "في الإسْلامِ"؛ وهو من المسلِمين ومُلتزِمٌ بهذا الدِّينِ، "إلَّا كانت" شيْبَتُه، "له نُورًا"، أي: سببًا للنُّورِ الَّذي يَحصُل له، "يومَ القِيامَةِ"، "إلَّا كتَبَ اللهُ" من الأجْرِ، "له"، أي: للمسلِمِ، "بها"، أي: بهذه الشَّيبَةِ، "حسَنَةً" من الحسَناتِ، "وحَطَّ عنه"، أي: أزالَ وغفَرَ وكفَّرَ عن صاحِبِ الشَّيبَةِ، "بها"، أي: بالشَّيبَةِ، "خَطيئةً" من الخَطايا؛ وهي السَّيِّئاتُ
وقد أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بتغيِيرِ الشَّيبِ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ- وهو له لوْنٌ أصفَرُ- ونَهى عن نتْفِه، ونَهى عن صبْغِ الشَّعرِ باللَّونِ الأسْوَدِ؛ لأنَّ فيهِ تَغريرًا وخِداعًا
وفي الحَديثِ: تَوْقيرُ الكبيرِ وفضْلُه؛ لأنَّه شابَ رأسُه في هذا الدِّينِ