بقية حديث زيد بن خالد الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم 4
مستند احمد
حدثنا يعلى، حدثنا عبد الملك، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فطر صائما، كتب له مثل أجره، إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء، ومن جهز غازيا في سبيل الله أو خلفه في أهله، كتب له مثل أجره إلا أنه لا ينقص من أجر الغازي شيء» ويزيد، قال: أخبرنا إلا أنه قال: «من غير أن ينتقص»
تَفطيرُ الصَّائمِ وإطعامُه مِن الأفعالِ الصَّالحةِ الَّتي حثَّتْ عليها الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ، ورغَّبَتْ فيها، وبيَّنتْ فَضيلةَ مَن يفعَلُها
وفي هذا الحديثِ يقولُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن فطَّرَ صائمًا"، أي: أطعَمَه حين وجَبَ الإفطارُ، "كان له مِثْلُ أجْرِه"، أي: مِثْلُ أجْرِ هذا الصَّائمِ على صَومِه، "غيرَ أنَّه لا ينقُصُ مِن أجْرِ الصَّائمِ شيئًا"، أي: لكلَيْهما أجْرٌ، لا يأخُذُ هذا مِن أجْرِ هذا، ولعَلَّه أردَفَ بالتَّنبيهِ على عدَمِ نُقصانِ أجْرِ الصَّائمِ؛ حتَّى لا يُتَوَهَّمَ مِن إعطاءِ الَّذي أطعَمَه مِثْلَ أجْرِه نُقصانُ بعْضِ أجْرِ الصَّائمِ، وهذا مِن عظيمِ فضْلِ اللهِ على عِبادِه، وواسِعِ كَرمِه، "ومَن جهَّزَ غازيًا في سَبيلِ اللهِ"، أي: هيَّأهُ وأعانَه بما يَحتاجُه مِن عَتادٍ ومُؤَنٍ، "أو خلَفَهُ في أهْلِه" في قَضاءِ حوائِجهم والإنفاقِ عليهم، أو مُساعدتِهم في أمورِهم، ويَختلِفُ قدْرُ الثوابِ بحسَبِ كَثرةِ ذلك وقِلَّتِه، "كُتِبَ له مثْلُ أجْرِ الغازي، إلَّا أنَّه لا يَنقُصُ مِن أجْرِ الغازي شيئًا"، أي: كان له مِثلُ أجْرِ الغزْوِ، وكذلك مَن خلَفَ غازيًا في سَبيلِ اللهِ، فله أجْرُ الغَزوِ، ومعنى خلَفَه، أي: قام مَقامَه في إصلاحِ حالِ أهْلِه، وعِنايتِه بهم، فمَن تولَّى أمْرَ الغازي وناب مَنابَه في مُراعاةِ أهلِه زمانَ غَيبتِه، شارَكهُ في الثَّوابِ
وفي الحديث: الحَثُّ على الإحسانِ إلى مَن فَعَل مَصلحةً للمُسلِمينَ، أو قامَ بأمرٍ مِن مُهمَّاتِهم