تعجيل المغرب
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت حسان بن بلال، عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم «كانوا يصلون مع نبي الله صلى الله عليه وسلم المغرب، ثم يرجعون إلى أهاليهم إلى أقصى المدينة يرمون ويبصرون مواقع سهامهم»
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدَ الحِرصِ في أمْرِ الصَّلاةِ، ومِن ذلك أنه كان حَريصًا على تَعليمِ أصحابِه أوَّلَ وَقتِ كُلِّ صَلاةٍ مِنَ الصَّلواتِ الخَمسِ، وآخِرَه
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو رافِعٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا يُصَلُّونَ المَغرِبَ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَنتَهونَ مِنَ الصَّلاةِ ويَخرُجونَ مِنَ المَسجِدِ ويَستَطيعُ الواحدُ منهم أنْ يَرى مَواقِعَ نَبْلِه، والنَّبلُ: السِّهامُ التي تَخرُجُ مِنَ القَوسِ، والمَعنى: أنَّه يَبقى مِن ضَوءِ الغُروبِ ما يَستَطيعونَ به رُؤيةَ تلك السِّهامِ مع بُعدِها عنهم، وهذا كِنايةٌ عن أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصَلِّي المَغرِبَ في أوَّلِ الوَقتِ، بمُجَرَّدِ أنْ تَغرُبَ الشَّمسُ، فأوَّلُ وَقتِ المَغرِبِ هو مَغيبُ الشَّمسِ
وفي الحَديثِ: التَّعجيلُ بصَلاةِ المَغرِبِ وقِصَرُها