تعظيم الدم 1
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن معاوية بن مالج قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن ابن إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إسماعيل، مولى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا» قال أبو عبد الرحمن: إبراهيم بن المهاجر ليس بالقوي
لقد عظَّمَ الشَّرعُ المُطهَّرُ حُرمَةَ الدِّماءِ ونهَى عن قتْلِ النَّفسِ بغيرِ حَقٍّ، وبيَّن ما لقاتِلِ النَّفْسِ المُؤمِنةِ بغيرِ حقٍّ مِن الجَزاءِ والوَعيدِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "والَّذي نَفسي بيَدِه"، أي: أُقسِمُ باللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك لأنَّ اللهَ تعالى هو الَّذي يَملِكُ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بهذا القسَمِ، "لَقَتْلُ مؤمِنٍ"، أي: بغيرِ وجهِ حقٍّ، "أعظَمُ عند اللهِ مِن زَوالِ الدُّنيا"، أي: فنائِها وانتِهائِها، فزوالُها أهوَنُ عند اللهِ مِن قَتلِ المسلِمِ؛ فهذا بيانٌ لحُرمتِه، وتَعظيمِ دَمِه، وما فيه مِن شدَّةِ الوعيدِ للقاتِلِ