تغريب شارب الخمر 9
سنن النسائي
أخبرنا إسحق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أبو عامر، والنضر بن شميل، ووهب بن جرير، قالوا: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الحكم يحدث، قال ابن عباس: «من سره أن يحرم، إن كان محرما ما حرم الله ورسوله فليحرم النبيذ»
كان النَّهيُ في أوَّلِ الإسلامِ عنِ استِخدامِ بعضِ الأواني الَّتي تكونُ مادَّةُ صُنعِها سببًا في تخميرِ الطَّعامِ، ثمَّ رُفِعَ النَّهيُ، وأُوقِفُ التَّحريمُ على بلوغِ الطَّعامِ والشَّرابِ درجةَ التَّخْميرِ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "مَن سرَّه أن يُحرِّمَ إنْ كان مُحرِّمًا ما حرَّم اللهُ ورسولُه"، أي: مَن أعجَبه أن يتَّبِعَ أوامرَ اللهِ عزَّ وجلَّ وأوامرَ نبيِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في تحريمِه لنوعٍ مِن الأشربةِ، وهذا على سبيلِ الحثِّ والتَّرغيبِ في الْتزامِ الأوامرِ والنَّواهي، لا على سبيلِ التَّخييرِ، وإلَّا فالمسلِمُ مأمورٌ باتِّباعِ أوامرِ اللهِ عزَّ وجلَّ وأوامرِ نبيِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "فَلْيُحَرِّمِ النَّبيذَ"، أي: يمتنِعْ عن شُربِ النَّبيذِ، ومرادُه: الَّذي يُسبِّبُ السُّكْرَ، لا الَّذي لا يُسكِرُ، والنَّبيذُ: نَقِيعُ التَّمرِ والزَّبيبِ ونحوِهما، فإذا ما تُرِكَ واشتَدَّ صار خَمْرًا مُسْكِرًا
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن كلِّ ما يُسكِرُ