تقديم النساء والصبيان إلى منازلهم بمزدلفة 3
سنن النسائي
أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو عاصم، وعفان، وسليمان، عن شعبة، عن مشاش، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل «أن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر ضعفة بني هاشم أن ينفروا من جمع بليل»
قال اللهُ تعالَى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وقد ظَهَرَ هذا جَلِيًّا في مَناسِكِ الحجِّ مِن التَّيسيرِ على الناسِ، ورَفْعِ المَشقَّةِ عنهم، ورَفْعِ المَشقَّةِ عنهم، ورَحمتِها خُصوصًا بالضُّعفاءِ والنِّساءِ
وفي هذا الحديثِ يَروي عَبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه كانَ ممَّن قَدَّمه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلةَ المُزْدَلِفَةِ لَيلةَ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ إلى مِنًى في الضُّعَفاءِ مِن أهْلِه؛ خَوفًا عليهم مِن التَّأذِّي بالزِّحامِ، فَرَخَّصَ لهم أنْ يَدفَعوا إلى مِنًى قبْلَ الفجْرِ، وأنْ يَرْمُوا الجَمْرةَ قبْلَ طُلوعِ الشَّمسِ. وكان ابنُ عبَّاسٍ يَومَها صَبيًّا دونَ البُلوغِ. والمُزدلِفةُ: اسمٌ للمكانِ الذي يَنزِلُ فيه الحَجيجُ بعْدَ الإفاضةِ مِن عَرَفاتٍ، ويَبيتونَ فيه لَيلةَ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ، وفيه المَشعَرُ الحرامُ، وتَبعُدُ عن عَرَفةَ حَوالَي (12 كم)، وهي بجِوارِ مَشعَرِ مِنًى
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الدَّفْعِ مِن المُزدلِفةِ إلى مِنًى بعْدَ مُنتصَفِ اللَّيلِ للضَّعَفةِ خَشيةَ الزِّحامِ