حديث أبي ثعلبة الخشني 19
مستند احمد
حدثنا وهب، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان، يحدث عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: جلس رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وفي يده خاتم من ذهب، فقرع النبي صلى الله عليه وسلم يده بقضيب كان في يده، ثم غفل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فرمى الرجل بخاتمه، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أين خاتمك؟» قال: ألقيته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم [ص:286]: «أظننا قد أوجعناك وأغرمناك»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَزجُرُ ويَنْهى أصحابَه رَضِي اللهُ عَنهم عن الذَّهَبِ والتَّحلِّي به
وفي هذا الحديثِ يُخبِر أبو ثَعلبَةَ الخُشَنيُّ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أبصَر في يَدِه"، أي: رآه يَلبَسُ في إصبَعِ يَدِه، "خاتَمًا مِن ذهَبٍ، فجعَل"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "يَقرَعُه بقَضيبٍ معَه"، أي: يَضرِبُ على الخاتَمِ، والقَضيبُ: الغُصْنُ المقطوعُ، "فلمَّا غفَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: شُغِل عن أبي خُشَنةَ، "أَلْقاه"، أي: نزَع أبو خُشَنةَ الخاتَمَ مِن يدِه وألقاه في الأرضِ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حين انتَبَه لِفِعلِه: "ما أرانا إلَّا قد أَوْجَعناك"، أي: عِندَما قرَعَه بالقضيبِ، "وأغرَمْناك"، مِن الغُرْمِ، والمرادُ: خَسارتُه للخاتَمِ الَّذي رَماه، وهذا تَطييبٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لِخاطِرِه على ما فقَد باستِجابتِه؛ لِنَهيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وهذا النَّهيُ عن لُبسِ الذَّهبِ خاصٌّ بالرَّجالِ، أمَّا النِّساءُ فهو مُباحٌ لهنَّ، ويُمكِنُ لِمَن ملَك ذهبًا مِن الرِّجالِ أن يُلْبِسَه نِساءَه ويُزيِّنَهنَّ به
وفي الحَديثِ: بيانُ ما كان عندَ الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عَنهم مِن سُرعةِ استجابةٍ لأوامرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
وفيه: نَهيُ الرِّجالِ خاصَّةً عن لُبسِ الذَّهبِ والتَّزيُّنِ به