حديث أبي موسى الأشعري 6
مستند احمد
حدثنا يحيى يعني ابن آدم، حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن الأشعري قال: لقد ذكرنا ابن أبي طالب ونحن بالبصرة، «صلاة كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكبر إذا سجد وإذا قام» ، فلا أدري أنسيناها أم تركناها عمدا
كان الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عَنهم أحرَصَ النَّاسِ على اتِّباعِ سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّمِ وتَبليغِها لِمَن بعدَهم
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو موسى الأشْعَريُّ رضِيَ اللهُ عنه: "لقدْ ذكَّرَنا ابنُ أبي طالبٍ"، ويَقصِدُ به عليًّا رضِيَ اللهُ عنه، "ونحن بالبَصرةِ" وهي بَلدةٌ مِن بلادِ العِراقِ، "صلاةً كُنَّا نُصلِّيها معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" ولا يَقصِدُ صلاةً بعَيْنِها، ولكنْ يَقصِدُ الطريقةَ والصِّفةَ التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي بها؛ لأنَّ الناسَ رُبَّما يَتَوارَثونَ نِسيانَ بعضِ المَشاعِرِ والعِباداتِ أو يَنتَقِصونَ منها، فيُصوِّبُ لهم أعلَمُهم؛ فكان عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه "يُكبِّرُ إذا سجَدَ"، أي: إذا أرادَ أنْ يَسجُدَ قال: اللهُ أكْبَرُ، ثُمَّ سجَدَ، "وإذا قام" وكذلك كان يُكبِّرُ إذا قامَ منَ السجودِ إلى الوُقوفِ
ثم قال أبو موسى رضِيَ اللهُ عنه: "فلا أدْري أنَسيناها" فلمْ نؤدِّها دونَ قَصدٍ منَّا "أمْ تَرَكْناها عَمدًا" قاصِدينَ عدمَ فِعلِها كما فعَلَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهذا يدُلُّ على أنَّ الناسَ قد تَساهَلوا في بعضِ هَيْئاتِ الصلاةِ في هذا الوقتِ، ولكنَّ صلاةَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه ذكَّرَتْهم بصلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهذا دَأْبُ هذه الأُمَّةِ أنْ توجَدَ طائفةٌ تُذكِّرُ مَن نَسيَ، وتُعلِّمُ مَن جهِلَ
وفي الحديثُ: الحضُّ على اتِّباعِ سُنةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خاصَّةً في العباداتِ
وفيه: بيانُ فَضيلةِ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه وعِلمِه، وأيضًا بيانُ عِلمِ أبي موسى واعترافِه بفَضلِ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنهما .