حديث الأغر 1
مستند احمد
حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا شعبة، قال: حدثنا عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا بردة، قال: سمعت الأغر، رجلا من جهينة يحدث ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أيها الناس، توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة»
مِن لُطفِ اللهِ عزَّ وجلَّ بعِبادِه أنْ يَسَّرَ لهمْ أبوابَ التَّوبةِ، والاستغفارَ
وفي هذا الحديثِ يُقسِمُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -وهو الصَّادقُ المصْدوقُ- أنَّه يَتُوبُ إلى اللهِ تعالَى ويَستغفِرُه في اليومِ أكثرَ مِن سَبعينَ مرَّةً، مع أنَّه المعصومُ مِن ربِّ العالَمِين؛ وذلك تَشريعًا وتَعليمًا لأُمَّتِه صَلواتُ ربِّي وسَلامُه عليه، وطَلَبًا لفضْلِ اللهِ تعالَى وكَرَمِه. والقَسَمُ لتَأكيدِ الخَبَرِ، وإنْ لم يكُنْ عندَ السَّامِعِ فيه شكٌّ.
وجاء عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -كما في صَحيحِ مُسلِمٍ-: «يا أيُّها النَّاسُ، تُوبُوا إلى اللهِ واستَغْفِروه؛ فإنِّي أَتوبُ في اليومِ مِائَةَ مَرَّةٍ»، فالعددُ: المرادُ مِنه الإشارةُ للكثرةِ وليس المرادُ الحَصرَ فيه، واللهُ أعلَمُ، وظاهرُ الكَلامِ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَطلُبُ المَغفرةَ ويَعزِمُ على التَّوْبةِ، بأيِّ صِيغةٍ كانت، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المرادُ قولَ هذا اللَّفظِ بعَينِه: «أسْتَغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه»