حديث الشريد بن سويد الثقفي 11
مستند احمد
حدثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، أو عن يعقوب بن عاصم، أنه سمع الشريد يقول: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يجر إزاره، فأسرع إليه، أو هرول، فقال: «ارفع إزارك واتق الله» قال: إني أحنف تصطك ركبتاي، فقال: «ارفع إزارك، فإن كل خلق الله عز وجل حسن» فما رئي ذلك الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلى أنصاف ساقيه
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتعهَّدُ أصحابَهُ رِضْوانُ اللهِ عليهم بالتَّوْجِيهِ والإرْشادِ الحَسَنِ
ومن ذلك ما جاءَ في هذا الحديثِ، حيث يقولُ عبْدُ اللهِ بن عُمَرَ رضِي اللهُ عنهما: "دخلْتُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليَّ إزارٌ يَتَقعْقَعُ"، أي: يُسمَعُ له صوْتٌ عندَ المَشْيِ فيه، والإِزارُ: الثَّوبُ الذي يُحيطُ بالنِّصفِ الأَسفلِ مِن البَدنِ ويَسْتُرُه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَنْ هذا؟"، يَقْصِدُ صاحِبَ الإزارِ، قال ابْنُ عُمَرَ رضِي اللهُ عنهما: "فقُلْتُ: عبْدُ اللهِ بن عُمَرَ. قال: إنْ كُنْتَ عبْدَ اللهِ فارْفعْ إزارَك"، أي: يَحُثُّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمُقْتَضى العُبوديةِ المَشْمولةِ في اسْمِهِ أنْ يَمْتَثِلَ لأوامِرِ ونَواهي اللهِ عزَّ وجلَّ، ومنها: جعْلُ الإزارِ وكلِّ مَلْبوسٍ كالسَّراويلِ والقَميصِ فوقَ الكَعْبَينِ، وقيل: إنْ كنْتَ عبْدَ اللهِ بن عُمَرَ المعروفَ بحُسْنِ الطَّريقةِ فافْعَلْ ذلك، قال عبْدُ اللهِ رضِي اللهُ عنه: "فرَفَعْتُ إزاري"، أي: امْتَثَلَ لأمْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى أنَّه رَفَعَهُ، "إلى نِصْفِ السَّاقَيْنِ"، قال: "فلم تَزَلْ إِزْرَتَهُ حتى مات"، أي: ظلَّتْ هذه الهَيئةُ هَيئَتَه في لُبْسِ الإزارِ حتى ماتَ رضِيَ اللهُ عنه من شِدَّةِ امتثالِه لأمْرِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وثَباتِه على ذلك
وفي الحديثِ: النَّهْيُ عن إِسْبالِ الثِّيابِ
وفيه: فضيلةٌ ظاهرةٌ لعَبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهم