مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم 98
حدثنا أبو معاوية، حدثنا الحجاج، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء "
ان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ النَّاسَ السُّننَ والشرائِعَ بالقولِ والفعلِ، ومِن ذلك تعليمُه كيف يقِفُ الإمامُ في صَلاةِ الجماعةِ، وكذلك في صَلاةِ العيدِ
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ ابنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَغْدو"،
أي: يذهَبُ في الصَّباحِ، "إلى المُصلَّى في يومِ العيدِ، والعَنَزَةُ" وهي عصًا مثلُ نِصْفِ الرُّمحِ وأكبرُ شيئًا،
وفيها سِنانٌ كسِنانِ الرُّمحِ. وهي تُسمَّى حَربةً،
"تُحْمَلُ بينَ يدَيْه"، أي: يحمِلُها شَخصٌ،
"فإذا بلَغَ المَصلَّى نُصِبَت بينَ يدَيْه"، أي: أُقِيمَت ووُضِعَت أمامَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّلاةِ،
"فيُصلِّي إليها"، أي: يتَّخِذُها سُترةً أمامَه،
قال ابنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "وذلك أنَّ المُصلَّى كان فَضاءً ليس فيه شَيءٌ يُسْتَتَرُ به"
فبيَّنَ السَّببَ في وضْعِ العَصا أو العَنَزةِ؛ وهو أنَّ المكانَ في مُصلَّى العيدِ يكونُ مُتَّسِعًا وليس فيه ما يَستُرُ الإمامَ ويَحجِزُ مَن يمُرُّ أمامَه،
فوضَعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العَصا أو ما شابَهها
وكان يفعَلُ ذلك في أسفارِه أيضًا؛ لأنَّ المُسافِرَ لا يجِدُ غالِبًا جِدارًا يَستتِرُ به، وأكثرُ ما يُصلِّي في فَضاءٍ مِن الأرضِ، أمَّا في المسجِدِ أو خلْفَ الحوائطِ والسَّواري فهي سُترةٌ طَبيعيَّةٌ