حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازني وكانت له صحبة 38
مسند احمد
حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا عبد الله بن وهب المصري، عن عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري، أن حبان بن واسع الأنصاري حدثه أن أباه، حدثه، أنه سمع عبد الله بن زيد بن عاصم المازني يذكر، أنه «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمضمض، ثم استنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويده اليمنى ثلاثا، والأخرى ثلاثا، ومسح رأسه بماء غير [ص:390] فضل يده، وغسل رجليه حتى أنقاهما»
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يَحرِصون على نَقْلِ سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِمَن بعدَهم، وكان التَّابِعون رَحِمهم اللهُ مِن أحرَصِ النَّاسِ في أَخْذِ العلمِ عنهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ واسِعُ بنُ حَبَّانَ: "أنَّه سَمِع عبدَ اللهِ بنَ زيدِ بنِ عاصمٍ المازِنيَّ يَذكُرُ أنَّه رأَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: رآه وهو يتوَضَّأُ؛ "فذكَر وُضوءَه"، أي: أخبَرَ بوُضوءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكيفيَّتِه، وفي رِوايةٍ: أنَّه هو الَّذي توَضَّأَ؛ ليُرِيَهم كيف كان وُضوءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفيه: "أفرَغَ على يدَيْه، فغسَل يدَيه، ثمَّ تَمَضْمَضَ واستَنْثَرَ ثلاثًا، ثمَّ غسَل وجهَه ثلاثًا، ثمَّ غسَل يدَيْه مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ إلى المِرفَقَيْنِ، ثمَّ مسَح رأسَه بيدَيْه، فأقَبَل بهما وأدبَرَ، بدَأ بمُقدَّمِ رأسِه، ثمَّ ذهَب بهما إلى قَفاه، ثمَّ ردَّهما حتَّى رجَع إلى المكانِ الَّذي بدَأ منه، ثمَّ غسَلَ رجلَيْه"، "ومسَحَ رأسَه بماءٍ غيرِ فَضْلِ يدَيْه"، أي: مسَح النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأسَه بماءٍ جديدٍ غيرِ الماءِ الذي بَقِيَ في يدَيْه مِن وُضوءِ الأعضاءِ الأخرى، "وغسَلَ رجلَيْه حتَّى أَنْقاهما"، أي: غسَلَهما غَسلًا جيِّدًا حتَّى نظَّفهما تنظيفًا تامًّا، ولم يَذكُرْ عددَ مرَّاتِ الغَسْلِ، وإنَّما هو غَسْلٌ مُطلَقٌ حتَّى يَتِمَّ تَنظيفُ القدَمَيْنِ جيِّدًا؛ لأنَّهما أقرَبُ إلى الأرضِ، والْتِصاقُ الأوساخِ بهِما أشدُّ